أكذوبة الربيع // بقلم الشاعر السيد حسن
أُكْذُوبَةُ الرَّبِيعِ
**********
مُصَابُونَ بِالزُّكَامِ
غَائِبُونَ فِي الزِّحَامِ
أَرِيجُ الْغُبَارِ
شَذَّا الْإِنْدِثَارِ
وَالْعِيدَانُ فِي شَتَاتٍ
وَالْحَقْلُ يَمْتَصُّ الرَّجَاءَ
بَعْدَ الرَّجَاءِ
الْخُبْزُ سَوْطٌ فِي يَدِ الْجَلَّادِ
وَعِنَانٌ يَتَوَارَثُهُ الْمُلُوكُ
وَلِأَنَّ الزُّهُورَ لَاتَّحَيَا فِى النَّارِ
فَمَنْ قَالَ أَتَى زَمَنَ الرَّبِيعِ؟
الرَّبِيعُ أَخْضَرُ
لَا بِلَوْنِ الدَّمِ
وَرَائِحَةُ الدَّمَارِ
يَنْبَلِجُ الرَّبِيعُ شَابًّاً
غَيْرُ قَابِلٍ لِلتَّصْنِيعِ
الرَّبِيعُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ
مَنْ بَكَى لِلَّهِ
كَي يَهَبَهُ الرَّبِيعُ
أَوْ لَا يَضِيعُ
مَنْ قَالَ أَتَى زَمَنَ الرَّبِيعِ؟
الرَّبِيعُ حُلْمٌ لَا يَحْلُمُهُ النَّائِمُونَ
وَحِكْمَةٌ لَا يَلْقَاهَا الْبَائِسُونَ
وَيَدَ تَؤُوبُ فَتَقِيمُ
الشِّتْلُ كَالْجَسَدِ الْمَجْبُورِ
يَجْلُو عَيْنَ الشَّمْسِ
لِيَنْهَضَ النَّهَارُ
الرَّبِيعُ حَقِيقَةً
هَلْ أَبْصَرْتُمْ ؟
مِنْ أَيْنَ يَأْتِي الصَّقِيعُ
مَنْ قَالَ أَتَى زَمَنَ الرَّبِيعِ؟
الرَّبِيعُ تُمَاوِجُ رُؤْسَ الْوُرُودِ
عَلَى أَوْتَارِ نَسَائِمِ الْحُرِّيَّةِ
وَأَوْبَةُ الْفُرُوعِ
وَلَوْحَةِ فَنَّانٍ
لَايَرْسُمْ بِرِيشَةَ التَّقْلِيدِ
بَلْ بِنَبْضِ الْإِنْعِتَاقِ
إِنْعِتَاقُ النَّفْسِ
مِنْ رِبْقَةِ السُّبَاتِ
مَنْ قَالَ أَتَى زَمَنَ الرَّبِيعِ؟
وَقَمْرِي الشَّادِي
مُضْغَةٌ بِأَنْيَابِ الْعَقْبَانِ
وَالْغِرْبَانُ تَلْهُو بِنَتْفٍ
زَغَبُ الْعَصَافِيرِ
يَجُوبُ الْمَوْتُ الْعَتَبَاتِ
أَتَى الْمَوْتُ يَرْكُلُ وَجْهَ الْجَمِيعِ
فَمَنْ قَالَ أَتَى زَمَنَ الرَّبِيعِ ؟
الشاعر السيد حسن...
Commentaires
Enregistrer un commentaire