زيف الأقنعة // بقلم الشاعرة القديرة حكمت أحمد شوفي
زيف الأقنعة
من سلسلة قصص غير قابلة للنشر
موسيقى صاخبة أضواء متصارعة بحركات عشوائية
تعكس صراعها على الجدران ضحكات عالية وجوه
ملونة بعبثية متناغمة مع عديد الأقنعة الزائفة دخان
يحجب شيئا من الرؤية
كل المكان يضج بصخب الحياة الواهمة فكل وجه
من تلك الوجوه يخفي خلفه هدوء مستمد من هدوء
الأموات يخفي خلفه قصص مليئة بالغصص
مضت ساعة ونيف وهدأت اصوات الصخب لتبدأ تلك
الطاولات المتحركة بالتوجه الى طاولات المدعوين
وهي تغص بأصناف الطعام والروائح الشهية المنبعثة
والمختلطة مع ذلك الدخان الذي يعج بالمكان
هنا تبدأ العاملات بوضع الاطباق بترتيب متناهي ينم
عن مهارة في العمل والاداء
هو حفل باذخ نوعا ما اقامه احد الأثرياء الجدد كنوع
من الظهور فقد انتزع عنه ثوب طبقته الوسطى
ظاهريا وطبقة افكاره الدونية باطنيا ولم لا فهو احد
لصوص الزمن لصوص السعادة والأحلام وربما
لصوص المال فاللصوصية لا تقف عند عنوان وهذا
هو السبب في ان المدعوين لا ينتمون لطبقته
الجديدة
فهو بحاجة لمدعوين من طبقته التي انتزع ثوبها هو
بحاجة لمدعوين يصفقوا له يتكلموا عنه يصفوه
بالجود والكرم بل ويعظموه قليلا
حيث يحتاج الى هالة جديدة تحيط به يحتاج الى
اكتاف هؤلاء ليرتفع ثم ليدوسهم بتؤدة
وهم ايضا يحتاجون اليه لا لشيء انما ليشعروا بأنهم
كيانات حية لها وجود وليست ارقام هامشية بلا قيد
هي معادلة غير متكافئة لكنها غير عصية
حكمت أحمد شوقي
Commentaires
Enregistrer un commentaire