ندم *** // بقلم الشاعر حسن رمضان

نــدَم

***

تعطَّلَ العقلُ يوماً 
فأعجبَهُ القِمار
أغرتنا اللُّعبةُ
فانهزمَ الذّكاءُ
وانتصرَ الحمار
رصيدُهم نساءٌ 
وحفناتٌ من الذهب
ورصيدُنا فلسطينُ
 وكُلُّ تاريخِ العرب
النساءُ حولَ الطّاولةِ
 بالملابسِ الدّاخلية
كنّا هُواة
ودائماً تكونُ الجولةُ الأولى لمصلحةِ الهواة
ربحنا النّساءَ
وانتشَينا بتلكَ الوجبةِ الغربية 
فقد سئمنا من " المجدَّرة الفلسطينية "
ومن خشونةِ الأيدي التي تعملُ في الحقول
في الليلة الثانيةِ
ربحنا الذَّهَبَ 
وما ربحنا النساء
فدفعنا كُلَّ الذهبِ ثمناً للنساء
في الثالثةِ 
إنقلبتِ الآيةُ
بدأت حقولُنا تتهاوى
 والبساتين
وقبلَ بزوغِ الفجرِ 
خسرنا كلَّ شيئٍ 
وضاعت فلسطين
عشراتُ الأعوامِ مرَّت
وفلسطينُ تُصلبُ كلَّ يومٍ
يهطلُ الدّمُ من كلِّ مكانٍ فيها
أظلمَت مغارتُها
وما استطاعت أن تفكَّ القيدَ من يديها الدّموع
وما استطعنا أن نشتري لها في الميلادِ الشموع
زارنا القمرُ على غير عادتِهِ
إشتقنا اليهِ
فمنذُ لعبة القمارِ الشهيرةِ غادرنا القمر
وألبَسَ ليالينا الظلام
لكنَّهُ عاد
عادَ لأجلنا 
لأجلِ أن يفضحَ ما سُمِّيَ زوراً بالسلام
يا حبيبة القلبِ 
يا فلسطين
عُدنا إليكِ من بوابةِ الجنوب
تصحبُنا النوارسُ 
كالفوارسِ
عُدنا 
من زفَراتِ الشطآن
من ثورةِ الوديان
من نخوةِ الفتيان
معنا بنادقُنا
معنا الصرخةُ الجنوبية
" هيهات منا الذِّلَّة "
معنا الدِّماءُ الزّكية 
ودعاءُ الأمَّهات
جهّزي ثوبَ الزفافِ 
كحّلي عينيكِ يا سيدة العالم
قومي من قبركِ يا أمّي
قُمْ يا أبي
قومي يا أختي الصغيرةَ
 والعبي
عُدنا كما الى "أمّ القرى" عاد النبي

****
شاعر الأمَلْ حسن رمضان

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

دراسة نقدية /في نص قيثارة / للاستاذة الأديبة والشاعرة المبدعة فاطمة رشيد معتوق / بقلم الشاعرة المبدعة : سما سامي بغدادي

غارق بهواكِ// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع

لي رب رحيم// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع