( هل السعادة في القصور ) // بقلم الشاعر عبد الكريم الصوفي
( هل السعادَةُ في القُصور ؟ )
كانَت طِوالَ عمرها تَحلُمُ
بِعيشَةٍ تَرتاحُ فيها وتَنعَمُ
مَرَرتُ بالقُربِ مِن كوخِها أُسَلٌِمُ
شاهَدتَها تُنشِدُ ... لِلَحنِها تُرَنٌِمُ ... الفَقرَ مُرٌُهُ عَلقَمُ
أجَبتها ... قَناعَتي راحَتي ... في الكوخِ قَد نَحلَمُ
قالَت ... ما الذي يا فَتى تَقولُهُ ... تُتَمتِمُ ؟
قُلتُ ... يا لَهُ كوخُكِ بالخَيالِ مُفعَمُ
رَدٌَت عَلَيٌَ ... هَل تَسخَرُ من واقِعي يا فَتى ؟
أم أنٌَكَ أعمى أصَمٌُ ... أبكَمُ ؟
قُلتُ بَل صِدقاً أقول .... ورَبٌِيَ في القُلوبِ يَعلَمُ
فَتَمتَمَت ... وما هُوَ وَجهُ الخَيال ... في كوخِيَ ... إنٌَهُ هَرِمُ
أجَبتها ... كوخُُ عَتيقُُ والرَوعَةُ في ذلِكَ القِدَمُ ...
روحُُ تُجَلٌِلهُ ... بالجَمال زاهِياً ... ولا أراها تَهرَمُ
كَأنٌَما روحُُ بِها أخشابُهُ ... أرقى المشاعِرِ تُلهِمُ
فَرَدٌَدَت ... يا وَيحَكَ من شاعِرٍ ... كَيفَ من أخشابِهِ قَصيدَةً تَستَلهِمُ ؟ !!!
في لَحظَةٍ لِلقَصيدِ تَنظُمُ ؟ !!!
وتَرفَعُ من كوخِيَ البائِسِ لِفَوقَها الأنجُمُ ؟ !!!
يا لَهُ الإسراف في وصفِك َ ... أم عَلٌَهُ التَهَكٌُمُ ؟
خُذهُ إذاً يا فَتى وأرتَقي بالخَيال ... يا أيٌُها الحالِمُ
وأنعَم بأخشابِهِ ... فَرُبٌَما فَوقَكَ تُهدَمُ
وإهدِني قَصراً بِهِ أُنَعٌَمُ
أجَبتها ... يا حُلوَتي صِدقاً أنا أرغبُ في كوخِكِ ... فَأنا بِمَن بِهِ ... مُتَيٌَمُ
هَل تَقبَليني فارِساُ ... وقَصريَ في الضَواحي قائِمُ ؟
فأُذهِلَت غادَتي تَسأل ... وَتَأخُذُ كوخِيَ الهَرِمُ ؟ وهَل رَأيَكَ ثابِت والقَرارُُُ مُبرَمُ
أجَبتها ... الكوخُ في وُجودكِ مَكسَبُُ وَمَغنَمُ
هَل تَقبَلينَ العَرض أم ؟ ... فَأنا قَولِيَ حاسِمُ
رَدٌَت عَلَيٌَ ... مَتى لِعَقدِنا نُنَظٌِمُ ؟
قُلتُ في خاطِري ... مُرَدٌِداً أُتَمتِمُ
عَقديَ من فَورِهِ نافِذُُ قائِمُ
تَساءَلَت غادَتي ... أينَ الشُهود ؟ أم أنٌَكَ لِأمرِنا تَكتُمُ ؟؟؟ !!!
مَلَكتهُ كوخَها ... وغادَةَ الكوخِ قَد مَلَكتها ... وَلَستُ في الصَفقَةِ نادِمُ
في داخِلِ كوخِنا ... صِرنا على عُقودنا نَبصُمُ ...!!!
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
Commentaires
Enregistrer un commentaire