حادي العيس // بقلم الشاعر د. إحسان الخوري
حادي العيس
بقلم د. إحسان الخوري
ياحاديَ العيسِ خُذني لكَ مُرافِقاً
خُدني إلى ديارها علَّها تَبُتُّ أنيني
فأنا كجِمالِكَ طويلُ الأناةِ وصبورُ
لكن تعِبتُ من الفِراقِ وتَهَتَّكَ وتيني
هي رحلَتْ تحِملُ غرورَها وجَمالَها
رحلتْ ولمْ أعُد أراها حتَّى بِمنامي
هَجَرَتْني وياويحً قلبي مِن البُعادِ
فالصَّبرُ في الشَّوقِ يكوي شراييني
أأُعاتِبُ طيْفَها حينَ يأتيني ماكِراً
أمْ أبرُكُ كجَمَلٍ أعياهُ ظَمَأٌ وأعياني
خلَقَها الباري مِن العَنْبرِ والزَنْجبيلِ
تبيعُ السُّكًّرَ وليسَ غيري مَن يَشتري
ياامرأةُ سأتنشَّقُ أبداُ رائِحةَ الماضي
وأكتفي بِروحِكِ المُنسكِبةِ في رُوحي
أنْثُرُ أشواقي على عهدِ وذِمَّةِ الِّلقاءِ
وأتجرَّعُ شراييني على بابِ ذاكِرتي
هُنا بينَ عينيكِ يسكُنُ اللؤلؤ والزُّمرُّدُ
ونظراتُ أُنوثتكِ تغويني وتقتُلُني
فؤادي المُنكسِرُ وَئَدتِهِ تحتَ الصَّقيعِ
ضريحُهُ لوْعَةٌ وكَفَنُهُ أحزانٌ تِلُفُّني
شَفَتاي يَتيمتانِ بِشَفَتيكِ الهارِبَتينِ
تعضَّانِ بعضَهما فأزمَّهما جِداً لِأَبْكي
شفتاكِ تجَعَلاني أتسوَّلُ بينَ النِّساءِ
هُما جُوعي الدَّائِمِ فكيفَ لا تُطعِماني
إلهي إرحَمْ شَفَتيَّ ضَرَبْهُما الجَّفافُ
وصارَتا تَئِنَّانِ مِثْلَ القِططِ وتُؤلِماني
أنا أنتظِرُ عودَتَها حلالاً وليسَ حَرامٌ
ولا أُريدُ غيرَ روحها توأمةٌ لروحي
يا حاديَ العيسِ هل سترجَعُ أيَّامُها
لٍتَجُفَّ دُموعي وتَستَريحَ كُلَّ أنْباضي
Commentaires
Enregistrer un commentaire