صفر نهايتي /بقلم جمال العباس
كلماتي/الدكتور.م جمال العباس
صِفرُ نهايتي
سَأَلَتني أَعَنْ هذي الديارِ غَريبُ
أيا جارتا عن كلِ الديارِ غَريبُ
لم يعد لي أهل ولا حتى مَوطنٌ
ولمْ يَعد قُربي لِخِلاني أبدا يَطيبُ
بَحَثتُ عن زمنٍ يكونُ لي زمنٌ
فأزمانَ زماني يَطويها المَغيبُ
قالت أراكَ من خيرِ زمانٍ جلَّهُ
عِزٌ وجاهٌ و عالي المقامَ قريبُ
أَسْمَع كَلامَكَ فَيَلِذُ لي مَسْمَعي
وكأنكَ كاتبٌ أو شاعرٌ وأديبُ
أنتَ آنستَ هذي الديار وكَأنكَ
مَلَكٌ رسولٌ وبطبعه التهذيب
قلتُ لاتألفيني لك منيِ نصيحةٌ
فراحةُ الروحِ للراحلِ تَعذيبُ
الطيبُ يَقطر من عيونكِ جارتي
لا كما اللئيم بِطبعهِ التثريبُ
قالت مالي أراك قد تغير لَونَكَ
غارت عيونَكَ وتَعَرقاً وشُحوبُ
قلتُ ألمٌ أَلَمَّ في بُطَينِ خافقي
يُهَشِّمُ أضلاعي ويَحرِقُ ويُذيبُ
قالت أََأََقوى لكَ أيَ فعلٍ نافعٍ
أم لابدَّ من أن يَراك الطبيبُ
عَبثاً فالموتُ مني قد دَنا
وعزرائيلُ أراه كما أراكِ قَريبُ
الموتُ لِمِثلي رحمةٌ من ربنا
فما نفعُ المَرءِ إذ يَهرمُ ويشيبُ
لازوجٌ ولا ابنٌ او حتى ابنة
يَنعونَ فراقي لوعةٌ ونَحيبُ
أَتَرَينَ كم البساطةُ بجنازتي ؟
فأنتِ وحيدةٌ كموكبٍ ومَهيبُ
نظرت إليَّ ودموعها تزايدت
قالت لم أتوقع وداعكَ المغضوبُ
خذني إِليكَ فكلَ حياتي سئمتها
صعبٌ فراقكَ يا أيها المحبوبُ
أَياجارتا لِمَ قد تقاطر دَمعَكِ
أَتبكينَ من هو ليس لكِ بقَريبُ
إني التَقَيْتُكِ في زمانٍ خاطئٍ
فَعِزرا يُشيرُ إليَّ لننتهي ونَغيبُ
سَأَقولُ لربي ماعَصَيْتُكَ قاصداً
لكن أين المفرُّ؟ معاصيٌ وذنوبُ
فهل لكِ أن تواريني الثرى
عسى يَحِنُ على الجثمانِ تُرابُ
وعلى شاهدةِ قبري أُكتبي
يَرقدُ هنا غَريبٌ أصلُهُ الطيبُ
Commentaires
Enregistrer un commentaire