سوسنتي /بقلم الشاعر فادي مصطفى

 سوسنتي 


كلّ الدّقائقِ إن راحت فلا أسفا 

إلّا بقربك أرجوها بأن تقفا 


ظنَّ الخريف بأنّ العمر منصرفٌ 

خاب الخريف وعمري فيك ما انصرفا 


وقعُ السّكون إذا الزّهراء تسكنني 

أوتار قافيةٍ في شعر ما عُزِفا 


قالت أحبّكَ والدّنيا تحاربُها 

وجاوبت فرحاً قلبي الّذي قطفا 


نفناف ثلجٍ هَمَى في عزّ محرقتي 

فجاور القلبُ نبعاً في الهوى وصَفا 


جدائل الشّمس لفّت حول قافيتي 

فراقصَ الشِّعرُ في أنغامه الكتفا 


سيل الصّبابة في الأوراق منسكبٌ

يترجمُ القلبُ ما في نبضه وُصِفا 


في هدأة اللّيل أستجدي مباسمَها 

فيهطل النّور فوق النّور مُنعطفا 


يسائلُ اللّيل ما المغذى إذا رمشت 

أهداب عينٍ وعتم اللّيل قد زحفا 


شعاع شمس الضّحى أبدت لواحظها 

فغادر اللّيل قلباً للهوى عرفا 


ما الصّبح لو لم تكن في الصّبح تغمرني 

ما النّور لو لم يكن من نورها الخلفا 


لا صبح عندي إذا ما كان موعدها 

والنّور عتمٌ إذا لم أشهد الطّرفا 


هي الرّبيع وأزهاري وسوسنتي 

هي الكمال لبدرٍ كان مُنتصِفا 


إذا ابن شدّاد لم يظفر بعبلتهِ 

ولا لليلاهُ قيسٌ كان قد خطفا 


ولا جميلٌ بثيناه التقى أبداً 

ولا ابن زيدون في الولّادة اعتكفا 


فمن بربّكمُ للحبّ قدّسهُ 

مثلي أنا وجعلتُ الحبّ مختلفا 


ألا يحقّ لمن للوصل قد بذلت 

كلّ الأسى ورمت من خلفها الصّحفا 


أن تعتلي قلم التّخليد في كتبي 

وفي المنابر إيحائي بها هتفا 


بقلمي فادي مصطفى

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

دراسة نقدية /في نص قيثارة / للاستاذة الأديبة والشاعرة المبدعة فاطمة رشيد معتوق / بقلم الشاعرة المبدعة : سما سامي بغدادي

غارق بهواكِ// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع

لي رب رحيم// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع