إضاءة نقدية في قصيدة الشاعر المبدع د. علي أحمد ابو رفيع بقلم الكاتبة د.سما سامي بغدادي


 إضاءة نقدية في قصيدة الشاعر المبدع د. علي أحمد ابو رفيع بقلم أ.سما سامي بغدادي 

........ ............................

لطالما يسعدنا حرفكم الشجي شاعرنا المبدع الذي يسمو بنا الى عوالم شفافة ونقية مليئة بالعمق والصدق والارتقاء الروحي نلتقي بجمال الكلمة وعمق المضمون ورمزية الحرف وانسيابية النسج في نص اليوم رسم لنا الشاعر علي أحمد أبورفيع، المعروف بكنيته ابن البادية أبورفيع، والذي يعد من الأصوات الشعرية المتميزة التي تمتلك عمقًا وجدانيًا وروحانيًا متفردًا. تتسم نصوصه بالصدق العاطفي والعمق الروحي، حيث يمتزج الواقع بالحلم، والعاطفة بالصورة الفنية، ليخلق نصوصًا شعرية متكاملة تحمل الموسيقى الداخلية للكلمة والرمزية الصوفية.


في نصه "وتين الروح♡"، يظهر الشاعر براعة فائقة في المزج بين التفاني الروحي، والحب العاطفي، والجمال الفني، والبلاغة المحكمة، ما يجعل النص تجربة شعرية متكاملة تصل إلى قلب القارئ وتؤثر فيه بصدق وجمالية.


• البعد الروحي:

حين نستعرض شعر الشاعر المبدع علي احمد ابو رفيع ، فإننا لا نقف أمام مجرد نظم بديع أو تراكيب بلاغية، بل نواجه كائناً لغويًّا حيًّا يشذو بمعاني العذوبة والتفرد، ويتوضّأ بروح المعنى.

شعر يكتب نفسه كما يشرب الماء، صافياً، سلساً، متيناً، لا تكلّفه، ولا تزويقه المفتعل. إنه شعر يُدهشك، لا لأنه مبهر لغويًا فحسب، بل لأنه ينبع من أعماق صوفية شفيفة، حيث تتقاطع اللغة مع العاطفة، وتنبثق الصورة من منابع وجدانية متأملة.


في نصه اليوم ، يتجاوز حدود الفصاحة إلى حدود التجلي، فقصيدته عبارة عن تجربة روحية وجدانية تُترجم الاحاسيس بشكل مؤثر الروح في النص ليست مجرد كيان مجهول ، بل كيان حي متفاعل مع الحب والعاطفة. يظهر الشاعر كيف تصبح الروح جزءًا من الحب والوفاء، كما في:


"وأما الروح تفديني فروحي / فداك الروح حتى اللحد دُرزا"


هنا يتجلى البعد الصوفي، حيث الحب يتحول إلى التفاني الكامل، والروح تصبح أداة للوجود والارتباط بالمحبوبة، ما يمنح النص جوًا روحانيًا صافيًا يرفع العاطفة إلى مستوى أسمى من مجرد الوجد الجسدي.


• البعد الوجداني:


النص غني بالعاطفة المكثفة والمناجاة، إذ يستخدم الشاعر ضمير المخاطب "أنتِ" ليخلق حميمية عالية مع القارئ، ويجعل المحبوبة محورًا لكل معاني الحب والشوق. مثال:


"ودونك أنتِ من ذي أرتجيها / وأنت الآن لي قد صرتِ عِزا"


اللغة التصريحية والتكرار الشعوري يظهِر شدة الانفعال الداخلي والتعلق الروحي بالمحبوبة، وهو ما يجعل النص تجربة وجدانية صادقة ومؤثرة.


• البعد الجمالي:


جمال النص يتجلّى في تناغم الصور الشعرية والإيقاع الداخلي، وفي استخدام الرمزية والاستعارة المبتكرة. صور مثل:


• "تئن له الجبال تصير فزا"


• "وهاتي الشوق كالحبات أرزا"


تخلق مشهدًا بصريًا وحسيًا يجمع بين الشوق والحركة والرمزية الروحية، مما يجعل النص لوحة شعرية متكاملة تمتد بين الحس والروح.


خلاصة التحليل:


نص "وتين الروح♡" للشاعر علي أحمد أبورفيع هو مثال متكامل للشعر الصوفي والوجداني المعاصر، إذ يجمع بين العمق الروحي في التعبير عن الحب كرسالة تفانٍ روحية تتجاوز حدود الجسد.والبعد الوجداني العاطفي ك مشاعر صادقة ومكثفة، حميمية ومعبرة عن شغف الحب.

مع البعد الجمال الفني في تماهي صور شعرية مبتكرة، موسيقى داخلية متناغمة، وإيقاع دقيق ينساب مع المعنى.

والبلاغة المحكمة في استخدام التوازي، الجناس، والاستعارات الصوفية لتعزيز وقع النص وجاذبيته. ومن هنا نجد انفسنا أمام نص متكامل يحمل ابعاد روحية ووجدانية حميمة ويحقق الهدف من كتابة نص وجداني مؤثر في القارئ


الكلمات هنا لا تعبر عن مشاعر مجردة بلهي ميان نابض بالحركة والتأثير تجعل من التجربة الشعرية تجربة حيوية تكون مرآة لشعور القارئ الذي يتماهى معها ويدرك جماليتها الروحية وابعادها الانسانية وفق تأمل يسمخ بتجلي الشعور ليأخذ نساحته في فضاء الداخل ، و تتحول إلى طاقة وجدانية وروحية تلامس القلوب، وتثبت الشاعر علي أحمد أبورفيع كواحد من الأصوات الشعرية الرائدة في التعبير عن الحب الروحي والجمال الفني في الشعر العربي المعاصر. دمت مبدعا بهي الروح شاعرنا المبدع .


أ. سما سامي بغدادي

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

دراسة نقدية /في نص قيثارة / للاستاذة الأديبة والشاعرة المبدعة فاطمة رشيد معتوق / بقلم الشاعرة المبدعة : سما سامي بغدادي

غارق بهواكِ// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع

لي رب رحيم// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع