دراسة نقدية /في نص قيثارة / للاستاذة الأديبة والشاعرة المبدعة فاطمة رشيد معتوق / بقلم الشاعرة المبدعة : سما سامي بغدادي

 دراسة نقدية /في نص قيثارة / للاستاذة الأديبة والشاعرة  المبدعة فاطمة رشيد معتوق / بقلم الشاعرة المبدعة : سما سامي بغدادي 

~~~~~~~~~~~~~~~

النص 

~~~~~~

قيثارة

على أنغام قيثارة الريح

تهيم الأرواح طرباً

تزغرد النجوم 

يغني القمر

يحلُّ الليل ضفائره

يتمايل مترنحاً

مختالاً بسواد تموجاته

تتهامس بين غدائره نجمات العشق

تصفق الأشجار

تبوح عطور البنفسج

بنجواها 

تتناغم أركان المعمورة

تهب نسائم الإنسجام

تتمايل أغصان الأزهار

يحلو السهر ...

تتعانق كؤوس المودة

تطفح بعطور المحبة

تبوح الأنفاس بآهات الشوق

ويطيب رشف السلاف ...

تزهر حدائق الكون

تذوب النظرات في عيون الحب

يصدح الليل بأهازيج السعادة

 والطرب والأوف والميجانا

تبدأ رقصات الدبكة

وتتشابك السواعد

 والكل يهتف تحت ثريات عناقيد الفرح

أناشيد الحب والأُنس

على أنغام قيثارة المساء

أجملَ  ألحان الحياة .


فاطمة رشيد معتوق

سورية


رؤية نقدية في نص قيثارة للاستاذة المبدعة الاديبة فاطمة رشيد.معتوق / بقلم سما سامي بغدادي 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

نص قيثارة ورمزية الحرف  

~~~~~~~~~

 اليوم نحن  بصدد  التعرف على نصوص الاديبة  فاطمة رشيد معتوق ، نجد إننا امام قامة أدبية فريدة من نوعها ، تحمل ثراء فكري عميق ونتاج أدبي ملون  بفصوص المعاني والفرائد اللغوية  وصياغة أدبية ماهرة ،وحرفية عالية في إدارة معالم النص ليكون متكامل ،لغوياً ، وفكرياً ،  مع بناء  رصين ذو  جرس شعري مؤثر ،  وتسلسل درامي منساب ، وأنغام تطرب المسامع و تشد القارئ ، وتجعله منفرد في عالم من الخيال  ، متكامل التوصيفات  يحمل كل معاني السمو الادبي والتميز اللغوي،  الشاعرة المبدعة فاطمة رشيد ، تمتلك  مهارات وادوات   لغوية ،    نستطيع من خلال سياحتنا  في نصوصها الادبية أن نقو ل ، إننا أمام قامة أدبية فريدة بالتعبير عن ذاتها وماهيتها  المكنونة وشخصية ادبية  مميزة بنصوصها الادبية  الفريدة  ، وربما هي من الشخصيات  القائدة والرائدة في التغيرّ في المجتع لما  تحمل نصوصها  من رقي  أدبي ، وفكري ولغوي ، لماتحمل من ارتقاء روحي ومعنوي  للقارئ 

ف أفضل النصوص الادبية تلك  النصوص ، التي تخلد في الذاكرة ، توفر للقارئ متعة  القراءة وتغني وتطرب مسامعة وتشبع ذاائقته الحسية ، بأجمل واعمق  الالفاظ ،  وتجعل القارئ في شغف  مستمر لقراءة المزيد  من ذلك الفيض اللغوي المنهمر  كغيث يسقي أرض  قاحلة ، يزهر في  فضاءآت الروح شتائل  ورد، كما تقدم لنا مضمون فكري ، وارتقاء معنوي عالي .

 النص الشعري  كيان روحي قائم بذاته  معبر عن كينونته  ومعالمه  اللغوية المؤثرة ، ضمن رمزية خاصه    تتبع   رؤية الاديب ومقدرته في التعبير عن الصور الشعرية  في النص الادبي ، 

وكما نعلم ان ، ان"سيميوجية النص" تشير الى رمزية النص  وكيفية تأثيره على المعنى. ويمكن تفسير "سيميوجية" النص من خلال دراسة الرمزيات  والدلالات داخل النص ، والتي تهدف إلى فهم كيفية تحول هذه الرموز إلى معانٍ داخل النص،  سواء كانت هذه الرموز كلمات أو صور أو رموز أخرى.و فهم كيفية تفاعل هذه الرموز مع بعضها البعض وكيفية تأثيرها على فهم القارئ أو المستقبل للنص.

ومن هنا يتميز  نص الاستاذة فاطمة ، بسمات شعرية وسيميائية تجذب انتباه القارئ وتثير معاني الشغف لدى القارئ ، حيث ان الصور الشعرية المرسومه هي صور   منمقة من مسميات و فسيفساء الحرف االذي يصف  الطبيعة الملاصقة للمشاعر الانسانية والتي تحمل  جمالية  الدخول في روض مزهر بمعاني الجمال  ، نص قيثارة نص   تترادف فيه الصور ل تحمل دلالات عميقة، تجعل منه غنيًا بالمعاني الروحية والانسانية . ونشير الى رمزية النص  التي  قامت الشاعرة بأنتقائها  وإختيارها بشكل دقيق  وشاعري وشفاف ، ونقي ، وصادق  وملامس للروح الانسانية  لتعبر بها عن مكنون  إنساني  عميق المعالم، كما في  رمزية العنوان قيثارة ،   الذي  يدخلنا الى عالم مليء بجمال النغم ، والاصالة العربية ، وقيثارة هي تعبير رمزي للجمال والفن والإبداع. والقيثارة تمثل الموسيقى والهندسة الصوتية التي تلهم الروح وتثير المشاعر.

 ففي رمزية الصورة الشعرية  "قيثارة الريح"  تعبير دال على الجمال والسحر، حيث يربط بين القيثارة والريح لإيجاد صورة شعرية   تشدو بمعاني الطبيعة  في ترانيم مموسقة.

وكما في الصور الشعرية المترادفه بعد ذلك .. في "تهيم الأرواح طرباً": تشير هذه الصورة إلى الاندماج العاطفي العميق والسعادة الداخلية والطرب والتطوح في ربا  الشعور الفطري النقي الشفاف ،

وكمافي الصورة الشعريه  "تزغرد النجوم" ، فكم من الفرح الكامن تمتلك تلك الانسنه  بالشعور والتشبيه المدهش؟! الذي إختارته المبدعة الاستاذة فاطمة لتعبر عن معاني الشعور الانساني حين يلامس بهجة علوية ،  كما تهلهل  النجوم السماوية ، و "يغني القمر"  في تلك السيمفونية الالهية لكون مليء بمعاني الجمال  حيث  الهدوء وسكينة الاحساس. والشعور بمعاني الرضى ، والالفة والمحبة ومعاني البساطة التي تجمع العالمين  بالسلام هناك دلالات روحية عن كل المعالم  الحضارية والأرث التراثي من نغمات   واغاني   واشعار ورقصات  تجمع الناس بالفرح والمودة الصادقة ، والروح الندية المترفة  بألوان البساطة ،

 فمااجمل التعبير  حينها تمتزج  معاني الخيال  بمفردات الكون   لتسرح الروح في بهاء لغوي فريد من نوعة ، في تشبية  "يحلّ الليل ضفائره"  كأنثى ترخي خصلات شعرها فوق كتفيها  وتهيم في سكينة ناعمة وفوضى من إحساس روحي  ندي  القوام صافي  الصور  يقدم  الليل بلوحة شعرية  تطرب المسامح   ك هدوء الليل الشفاف 

 ثم   رمزية الصورة في "تصفق الأشجار": تعبير عن سعادة كونية تشارك بها الاشجار بتصفيقها وتمايلها مع النسيم لتشارك بالفرح  الذي   يعيشه  الانسان البسيط  في عالم يعمه السلام ،فمثل هذه  التشبيهات تشير إلى استجابة الطبيعة للجمال والإيقاع الذي يحيط بالمشهد.

حين "تتعانق كؤوس المودة" حيث   التآلف والمحبة  والصفاء  بين الناس في  امسيات السمر  والطرب  والفرح  ، كما في الصور الشعرية  الشفافة التي يعج بها  النص في 

 "تطفح بعطور المحبة"  في دلالة شعرية بهية لفيض من الفرح والشفافة التي يعج بها  النص في 

 "تطفح بعطور المحبة"  في دلالة شعرية بهية لفيض من الفرح والرضى و صورة للحب والسعادة والامتلاء الحقيقي  بالمودة الصادقة . 

ماتحمله الصور المترادفة في 

 "تبوح الأنفاس بآهات الشوق"  فمامن محبة وسلام  يعم القلوب الا وشوق  وحنين لكل جمال  تمتلئ به وتحمله الارواح . حيث

 "تزهر حدائق الكون" وهو تعبر عن الجمال والخلود والتناغم.


هذه الرموز والصور تعزز الجمالية اللغوية وتجعل النص مؤثراً على القارئ، حيث يعكس النص جمال الطبيعة والعواطف الإنسانية.  ويقدم لنا النص   رؤية حسية وروحية شفافة تحملها  الشاعرة لعالم في الذاكرة تغمره  البساطة ويسوده السلام وتعمه الطُمأنينية  . 


رؤية عامة للنص 

~~~~~~~~~~~~

 بعد ان  إستمتعنا في قراءة رمزية النص سنقوم بقراءة  لمعاني النص بين رمزية النص  والتشبيهات والصور الشعرية المستخدمة.


1. الريح: يُمكن تفسير الريح كرمز للحرية والحركة والتغيير. إذا تم تركيز النص على قيثارة الريح، فإنه يمكن أن يكون ذلك كرمز للجمال وماهية الانسان التي  تظهر جماليتها في  ملامح  الحرية والفطرة السليمة . 

2.   تلك  المواءمة الفريدة بين الطبيعية والمشاعر الانسانية التي  تتأثر بتأثيرات الرياح والانسام البكرية التي تعبأ عالم  مليء بالجمال والنسيم الجبلي  ، فالشاعرة بنت بيئتها   التي تعج بمفردات الجمال الكوني 


3. الأرواح تهيم طرباً: هذا التشبيه يعطي انطباعًا بالسعادة الكاملة والارتياح العميق الذي يشعر به القارئ. يمكن فهم هذا التشبيه على أنه يعبر عن تأثر الأرواح بالموسيقى  والمحبة والرضى والسلام وكل مفردات الجمال 


4. تزغرد النجوم: هذا التشبيه يعطي انطباعًا بالسعادة والبهجة. التي تعم الاكوان

ونجد في  هذه التشبيهات والصور الشعرية، التي يعج فيها سياق النص الأدبي،  نهجاً مهمًا في فهم العمق الدلالي الذي تتخذة الأدبية وكيفية توظيفها للرموز والمفاهيم المجازية لنقل رسالتها  الادبية والفكرية 

ومن هنا نجد الاديبة فاطمة رشيد قد وفقت في تقديم نص أدبي  يعج   بالمفردات الصور الشعرية العميقة مع الاهتمام ب

 بالمفهوم الدلالي للنص،  مع  الاستخدام الإبداعي للرموز باستخدام التعبيرات المجازية، في صور شعرية تحمل تكثيف عالي وموازنه  تطرب المسامع في نص شعري مميزّ.  


~~~~~~~~~


الخاتمة 

................

 وختاماً نحن أمام نص ادبي   مشحون بالعاطفة عميق الرؤى ، ب تشبيهات ، وكناية، والتوصيفات  رصينة  كعناصر أدبية تعزز وتزيد الروح الشفافة المرسومة داخل النص وتعزز رمزية النص. 

نص  "قيثارة" معاني انسانية شفافة ، تعبّر عن تلاقي الطبيعة والمشاعر الإنسانية، وتعكس جمالاً وانسجاماً يثير الروح والقلب. ممايوحي ان للطبيعة والكون حياة وووجود حي ينبض   ينسجم مع  كل الشعور الانساني الفطري بالمودة الطاهرة، من تواجد صور للعشق والغرام بتهامس نجمات العشق وتصفيق الأشجار، مما يعكس تفاعل الطبيعة مع المشاعر الإنسانية. تموج في عطور البنفسج ونسائم الإنسجام وتفاعل أركان المعمورة، ما يعكس توازناً وجمالاً في التناغم بين مفردات الطبيعية  والشعورالانساني ، وتتناغم أغصان الأزهار وتزهر الحدائق، ما يشير إلى الحياة والنمو والجمال الذي يحيط بنا. يظهر النص أيضاً صوراً للمودة والمحبة والشوق والسلاف، مما يعكس دفئاً وإحساساً بالحب والتلاحم بين والوحدة الكونية  والالفة والمودة . 

وفقت الشاعرة في في رسم اللوحات الشعرية  بين توصيف وكناية وتشبية ومجاز شعري  وتحقيق الهدف من خلق التأثير في شعور المتلقي في  إيقاعها ومدلولها الشعري

،  وختامًا اللوحة الخمرية، فکل لوحة لها سماتها الخاصة بها، وهذه المقدرة الفنية لا تتأتى إلا لحاذق عارف بخبايا الشعر ودهاليزه، وبرغم تعدد اللوحات في النص، إلا إن النص متماسک ويتميز بالوحدة وقوة السبک وحسن الصياغة والانسجام التام. ومن هنا تحقق الهدف من كتابة  نص ادبي متكامل الاركان ، لغوياً  وروحياً  ، وفكرياً  ، وبنية داخلية ، مع موسيقى داخلية منسجمة  للنص، كأغنية شعرية تعزف على أوتار  القلب تنغمس في ألحان الطبيعة والحياة. وتتناغم فيها  المفردات، وتتداخل كألحان موسيقية، تصنع جواً ساحراً يأسر القلوب والعقول. في  توازن وتناغم بين الصور وكأنها تُؤلف سيمفونية شعرية تأسر السامع وتأخذه في رحلة فنية وعاطفية.

دام الابدا ع والتفوق أستاذة أمنياتي لحضرتك بالتوفيق والف شكر لهذا النص الأبداعي الملهم 


سما سامي بغداي


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

غارق بهواكِ// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع

لي رب رحيم// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع