رؤية نقدية: بقلم الكاتبة المبدعة : د. سما سامي بغدادي في نص الاديب المبدع عصمت مصطفى أبو لاوند

 جمعة مباركة أساتذتي ، وأسعد الله أوقاتكم بكلِ خير إن شاء الله  موعدنا  اليوم  مع قراءة جديدة أتمنى لكم طيب المتابعة   تقديري  وإحترامي 


رؤية نقدية في نص الاديب المبدع عصمت مصطفى أبو لاوند بقلم سما سامي بغدادي 


.................................................................................


النص 

~~~~~


أنا .. قويٌ كالماء 

.... هشٌ كالهواء


1


أحياناً ..

أشعر بأنني قويٌ كالماء

و أحياناً أخرى ..

أشعر بأنني هشٌ كالهواء 

و ما بين البين 

أشعر بأنني زيتونةٌ صامدة 


2


أشعرُ برغبة ٍ قوية 

إلى الصعود 

إلى قمة ذاك الجبل / كرداغ / 

و لكني أخافُ 

أن أرتكب الحماقات 

و أفرد جناحي 

و أحلق 

فأسقط 

في فم الوادي 

بين أسنان الصخر الجائعة 


3


كانت لي هوايات كثيرة 

جمع الطوابع 

إلتقاط الصور 

زراعة الزهور 

تربية القطط 

ركوب الخيل 

ملاحقة الفتيات الجميلات 

قراءة القصص 

لم أفلح بواحدة ٍ منها 

فأجبرتُ نفسي على كتابة الشعر 

حتى أفرغتْ قصائدي كل رصاصاتها 

في صدري ..... 


4


أنا لا أعرفُ ..

من أنا ..؟ 

من أنت ِ ..؟ 

انا لا أحد 

أنا لا شيء 

أنا عصفور في صحراء قاحلة 

ضمير مستتر بالثلج و الخوف و غبار القافلة 

هاء غائب عن الوعي 

نا دالة على قصيدة معذبة

ياء مؤنثة معطرة مطلقة 

و السطر الأخير من خارطة الشرق الأوسط الكبير 

و التفاحة التي فجّتْ رأس نيوتن

و الرصاصة الخلبية 

و المرأة التي تهرب من الختان 


5


كنت انتظر 

و كنت أعرف 

بانني سأجرب 

.......... ذلك السقوط 

و سأعشق

و سأوقد في قلبي ذاك النار 

و قبل أن أعشق 

و قبل أن أحترق 

قلتُ : لنفسي 

يجب أن أجرب 

السقوط لسبع مرات 

النهوض لسبع مرات 

الهروب لسبع مرات 

الطعن لسبع  مرات 

و النوم 

بين 

شفتيها

لسبع مرات 


6


تأكد ..

بأنني ..

لستُ بحاجة إلى مطاردة السعادة 

فهي دائماً بداخلي 

/ فيثاغورس / 


و إذا أردتُ أن أفكر 

سآخذ قلبي معي 

و إذا أردتُ أن أحب 

سآخذ عقلي معي 

و في كلتا الحالتين : 

لا أستطيعُ أن أفكر ، بدون حب 

لا أستطيعُ أن أحب ، بدون تفكير 


7


أنا فقط ..

أبحثُ عن أصدقاء و كتب و زهور

جديدة 

بين الضمائر النائمة 


8


انا لا اعرفُ ..

من أنا ..؟

من أنت ِ ..؟ 

أنا لا أحد 

أنا لا شيء

كنتُ أطمح أن أكون عازف ناي 

لأجلس على ضفاف النهر ....كالأبله 

و أراقص الهواء 

و اسقط كالفراشات ... المتعبه 

بين يدي الماء 


9


فكروا ..

استهدوا بالله 

الزمن لم يعد يستحمل 

مزيداً من الآه ..


الدم للركب 

و القلوب من الحطب 

و بائع السلاح 

لا يهمه 

الشاري

كائنٌ من كان 

ملكاً أو سلطاناً أو شاه ..


10


أحب الله .. 

و هو : 

يراني 

و يسمعني 

و يوعدني و يتوعدني 

و ما صوته الرفيع 

في براري العين 

سوى دموع تغني .. 

و ما نوره الساطع 

بين دانتيل الليل 

سوى ينابيع تغني .. 

و ما زهره اليانع 

على صدر الارض 

سوى ربيعٌ يغني ...

فاحتفظ يا صاحبي 

على قبلاتكَ

ليومكَ الشديد 

ازرعها 

اودعها 

بأمان ٍ 

بين الشفاه ..

هذا القلب 

لا يمكن ، أن يمضي إلى الأبد 

بين القلوب 

...... بلا حب


بقلمي : عصمت مصطفى 

              أبو لاوند 

               سورية


 


مقدمة 

~~~~~~

اليوم نحن بصدد قراءة   مميّزة من  نوع آخر  لاديب وشاعر   لطالما تفرد   في رسم ظلال الجمال على الشعور الذي يطرق العقل ب تساؤلات بفيض قادح من الوعي والاستنارة ، فيجيب عنه بلغة شعورية فذة تنفرد عن غيره ، في أبعادها  الروحية ، والفلسفية ، والكونية  ،  والوجودية ،  العميقة، كما انه يتعدى وينوع  في نصوصه الادبية  ليلامس شعور القارئ البسيط حين يستقرأ   معاني ووجوانب الذات الانسانية البسيطة المسحوقة التي  تنشد السلام ، والحرية ،والامان  في  أوطاننا  المنكوبة ،   المبدع  عصمت مصطفى ابو لاوند  لطالما عودنا بهذا الفيض اللغوي  الماتع  والملون  بفصوص  اللغة    التي  تحوي  الصورالشعرية   المعبرة ذات التوصيف العالي والتأثير  المشبع  لمسامع المتلقي ،  فالشعر  ان حفظ  ثلاثة أركان   كان متكاملاً  مؤثراً في القارئ ،  والاديب  المبدع حرص  على تنوع  الافكار وأسلوب عرضها داخل  النص الشعري ، والزم النص  بنبرات التساؤل  التي  يطرحها  عقل قادح للافكار  تسمو وتعلو فية معاني الذات الانسانية ،  بذاك الجمال المطلق ،  وحرص كذلك   ليتفرد في نسج بنية لغوية رصينه  للنص ، مع  مزج الخيال    في  رسم الصورة الشعرية  المؤثرة داخل المتلقي ، وتحقيق  الهدف من كتابة نص ادبي متكامل الاركان ،  فنصوص الاديب عصمت مصطفى نصوص تعبر عن حرية الذات،   ووحدتها مع  مفردات الكون في معضلة الواقع المأزوم،  في مواءمة  بهية لكون هائل من السحر والجمال  تنطلق فيه  معاني الروح لتحلق في  فضاء النور وتدرك إمتداد جناحيها في حرية غير مشروطة.


سما سامي بغدادي 


رؤية رمزية  وتفكيكية للنص 

.......................................

  لقد قدم لنا  الاستاذ المبدع عصمت مصطفى  ابو لاوند   لون خاص من النصوص يحفز الذائقة  اللغوية  لتلقي  بديع  الصور ، والمفردات  البهية في  رؤية فكرية عميقة ، كلون من الجمال الشعري  الملاصق للذاكرة الحية للشعوب ، ليلتقي بهذا النص بين ضفتين ضفة الحداثة وضفة الاصالة ، ويزيد ثراء  نصوصهِ  بالجمال والتنوع ،  والتميز ، إن  الحرف إذا أُلقي في موضعهِ الصحيح أحدث تأثيراً  عالياً في  روح  المتلقي ، ويكون هو نقطة التصور في واقع  تأسره المسميات ولايدرك ملامحه الا عبر تقصي اثر الروح الناطق في حرف بهي يحمل الجمال والتفرد اللغوي والفكري . 

  فالشعر العربي يمتذّ ليعبر عن  جذوره الراسخة في تقاليد من الإبداع الشعري ،  الموشومة بذاكرة زاخرة بمعاني الاصالة ، والمبدأ  الانساني و المعقّد الراسخ،  في رمزية  النص  وأصوله وتراكيبه  ونُظُمه ، مع  تميز تلك  الاصول المعرفية، والبلاغية، للشاعر، ومن هنا تأتي أهمية رمزية النص وبلاغتهِ الشعرية بأن يكون مصدر تأثير   روحي لمعاني الجمال  الراسخة في فضاء الداخل لذا حرص الشاعر المبدع عصمت مصطفى في نصهِ  المقدم  بدون  عنوان الا ان ماهيته الشعرية عبرت عنه  بشكل   واضح  فهو كيان ناطق بمعاني الجمال الكوني    وهو تجلي لمعاني الانسان الخليفة على الارض 

بدأ  الشاعر   في رمزية معبرة  عن  معاني الصفاء الانساني الذي تتمناه الذات لتكون جزء  من هذا الكون الالهي 


في مقاطع منسوجة بعناية فائقة 


أنا .. قويٌ كالماء 

.... هشٌ كالهواء


1


أحياناً ..

أشعر بأنني قويٌ كالماء

و أحياناً أخرى ..

أشعر بأنني هشٌ كالهواء 

و ما بين البين 

أشعر بأنني زيتونةٌ صامدة 


2


أشعرُ برغبة ٍ قوية 

إلى الصعود 

إلى قمة ذاك الجبل / كرداغ / 

و لكني أخافُ 

أن أرتكب الحماقات 

و أفرد جناحي 

و أحلق 

فأسقط 

في فم الوادي 

بين أسنان الصخر الجائعة 

 

 فالماء هنا هو سر الحياة وارتباط  الذات بالماء  ارتباط بمعاني النمو وتدفق الحياة وقوتها  داخل الروح  وهي رغبة مكنونه  لتخلص الذات من الاطر ، لتتحرر من كل أزماتها ،   وهي رؤية عالية الاستنارة ، كما انها على درجة عالية من الحداثة الشعرية المشابهة  للشعر المترجم ، كما ان تلك التشبيهات  تعزز الصور البصرية وتوفر تأثيرًا معنويًا عميقًا. داخل شعور المتلقي  ، 

ولو تأملنا  مقطع 


1. "أنا .. قويٌ كالماء / هشٌ كالهواء" -  فأن  هذه الصورة  تُظهر  المضمون النفسي   لشعور الذات وبحثها عن  مخرج لازماتها بأستلهام الخيال ،  وطرد ذلك الشعور  المتناقض،  الماء يُرمز إلى القوة والصلابة وتدفق الحياة ، بينما الهواء يُرمز إلى الهشاشة . والخفة   هذا التناقض يُظهر الصراع الداخلي الذي تمر به الذات . يأتي الإشارة إلى الزيتونة كرمز للصمود والقوة في وسط هذه الانقسامات.


2. "أشعرُ برغبة ٍ قوية / إلى الصعود / إلى قمة ذاك الجبل / كرداغ /" - هنا، يُستخدم المجاز لتعزيز الشعور بالرغبة القوية في التحدي والصعود إلى القمة، مما يُظهر الطموح والإصرار. واختار اسم الجبل  ليكون  رمزاً لعزة وشموخ الانسان العربي المرتبط   بأصالته   العربية وموطنه . 

3. "فأسقط / في فم الوادي / بين أسنان الصخر الجائعة" وهي صورة شعرية  شفافة  ذات طابع  وجودي وفلسفي وتجريدي عالي ، حيث صورت وصفاً حياً الى عثرات  الفشل والانكسارالتي تمر بها الذات ،  كما تُرمز أسنان الصخر الجائعة إلى العقبات والصعوبات التي تواجهها . 


ومن هنا نجد النص  يحمل صور مرادفة  متأرجحة  ترسم   خطوطاً  اهليجية   لملامح  الروح  السائحة في ملكوت الهي 

مع إظهار  صور  صوفية ومعاني وجدانية عالية قوية و عميقة، ولتعزيز الصراع الداخلي والتناقضات التي يواجهها  الروح الانسانية . 


4


أنا لا أعرف ..

من أنا ..؟

من أنت ِ ..؟

أنا لا أحد

أنا لا شيء

أنا عصفور في صحراء قاحلة

ضمير مستتر بالثلج والخوف وغبار القافلة

هاء غائب عن الوعي

نا دالة على قصيدة معذبة

ياء مؤنثة معطرة مطلقة

والسطر الأخير من خارطة الشرق الأوسط الكبير

والتفاحة التي فجّتْ رأس نيوتن

والرصاصة الخلبية

والمرأة التي تهرب من الختان

هنا تميز الشاعر كي يرسم صور شعرية بهية عن الواقع  وأزمة  الهوية  للذات العربية المطحونه في الصراعات  وبدأها في تساؤول مر عن ماهيته  الوجودية ، 

أنا لا أعرف ..

من أنا ..؟

من أنت ِ ..؟

أنا لا أحد

أنا لا شيء

أنا عصفور في صحراء قاحلة

ضمير مستتر بالثلج والخوف وغبار القافلة


لا يدرك ماهيته ولا ماهية ماحوله ِ  عصفور تائه  في صحراء ، وصورة شعرية عن   معاني الهو ، وال هي ،  ونحن  والضمير المستتر الكاتم لكل الحقائق من حولهِ  والمجمد   الغير قادر على  الحراك  من أزماته ، وقيوده ِ التي تكبله ، وكأنه يستعرض     مواجعه وهموهةِ التي علقها على اكتافهِ  الظلم   في   هذا العالم ،  تساؤولات مريرة وصور شعرية    صارخة التعبير عن  محتواها الانساني . 

هاء غائب عن الوعي

نا دالة على قصيدة معذبة

ياء مؤنثة معطرة مطلقة

والسطر الأخير من خارطة الشرق الأوسط الكبير

والتفاحة التي فجّتْ رأس نيوتن

والرصاصة الخلبية

والمرأة التي تهرب من الختان

يستمر في تعبير الشخصية عن عدم اليقين والبحث عن الهوية والوجود، ويُظهر الشعر كوسيلة للتعبير عن الحالة النفسية المضطربة وعدم الاستقرار.

ويُظهر تركيب الصحراء واستمرار البحث عن الهوية والتشكك في الوجود.


5

كنت انتظر

وكنت أعرف

بأنني سأجرب

وأفشل

وأقوم

من جديد

فأنا العصفور

المستتر

في الصحراء

القاحلة

المتشابكة


في الجزء الثاني، يتم استخدام العصفور مجددًا كرمز  للذات الانسانية  التي تصارع من اجل حياة افضل 

حيث يُظهر الشاعر الاستعداد لمواجهة التحدي والفشل وإعادة البناء، مما يُظهر التعبير عن الإصرار والتحدي رغم  الصعوبات. ففي رمزية العصفور والصحراء يُظهر الشعور بالعزلة والبحث عن الهوية والانتماء والتحدي.


ان النص الشعري  الابداعي يتميز بتلون    الصور  وغزير التفاصيل بحيث    يدخل القارئ الى واحة غناء مليئة بمعاني الجمال اللغوي   والتي تعيد الارتباط بين الذات الانسانية ومفردات الكون ، حيث ان النص المقدم 

 يحمل رمزية شعرية غنية ومعبرة. وعالية الاستنارة بين  معاني الحرية الانسانية والتوحد مع  مفردات الكون وبين استقراء الواقع  الاليم  معالم  الظلم   والصراعات التي تتكبدها الذات  مع تساؤولات يطرحها العقل  للبحثةعن مخرج وعن ماهية الوجود ومعناه  في مقاربة ذكية وصور شعرية جزلة 


انا لا اعرفُ ..

من أنا ..؟

من أنت ِ ..؟ 

أنا لا أحد 

أنا لا شيء

كنتُ أطمح أن أكون عازف ناي 

لأجلس على ضفاف النهر ....كالأبله 

و أراقص الهواء 

و اسقط كالفراشات ... المتعبه 

بين يدي الماء 


9


فكروا ..

استهدوا بالله 

الزمن لم يعد يستحمل 

مزيداً من الآه ..


الدم للركب 

و القلوب من الحطب 

و بائع السلاح 

لا يهمه 

الشاري

كائنٌ من كان 

ملكاً أو سلطاناً أو شاه ..


وفي نهاية النص   يؤوب الشاعر ليعود  عودة ميمونة في رحاب  الله عز وجل ليصور معاني الجلال الالهي ومعاني الارتباط  الروحي بالله في مقطع النص الاخير 


أحب الله .. 

و هو : 

يراني 

و يسمعني 

و يوعدني و يتوعدني 

و ما صوته الرفيع 

في براري العين 

سوى دموع تغني .. 

و ما نوره الساطع 

بين دانتيل الليل 

سوى ينابيع تغني .. 

و ما زهره اليانع 

على صدر الارض 

سوى ربيعٌ يغني ...

فاحتفظ يا صاحبي 

على قبلاتكَ

ليومكَ الشديد 

ازرعها 

اودعها 

بأمان ٍ 

بين الشفاه ..

هذا القلب 

لا يمكن ، أن يمضي إلى الأبد 

بين القلوب 

...... بلا حب


بقلمي : عصمت مصطفى 

              أبو لاوند 

               سورية


حيث يتفرد الشاعر في وصف بديع  لمعاني  الذات الالهية في تطوح مبهر وعرفاني في حضرة الله ، فبديع الحب الالهي  يتفرد به العاشقون ليعبروا  فيه فضاءآت  الخذلان    فهو القريب وهو الحبيب ، ولا احد  يعلم   محبة الخالق  لمخلوق بسيط  فالدلاله  في قلبهِ   الذي   يتهجد   تسبيحاً  وتراتيل مغناة  في  روح     تحمل النقاء عنواناً لها ، فهو الحي الذي  يرانا ، ويسمعنا، ويوعدنا، ويتوعدنا، وهذهِ  الصور   الشفافة  والمعبرة تمنح القارئ فكرة عن القرب الروحي والعلاقة الحميمة مع الله. مع رسم توصيفات رائعة    في مواءمة كونية لمفردات  الطبيعة  لوصف تجليات الله سبحانه ، حين يُظهر صوته في براري العين ونوره في دانتيل الليل وزهره اليانع على صدر الأرض. هذه الصور تُظهر جمال الخلق  وجلال الخالق العظيم من حولنا وكيف يُمكننا ان نشعر بأحاطة الجمال الكوني من حولنا ومحبة الله تُجللنا في  رؤية صوفية  جليلة . 

و ما صوته الرفيع في براري العين / سوى دموع تغني" - هنا لربط صوت الله بدموع تغني في براري العين، مما يُظهر الجمال والقوة والحزن في نفس الوقت.

"و ما نوره الساطع بين دانتيل الليل / سوى ينابيع تغني" - يُستخدم مجاز الشعر لربط نور الله بينابيع تغني في دانتيل الليل، مما يُظهر الإيحاء بالجمال والشفافية  وزخرفة النص بفصوص  لغوية  ندية  المعاني . 

"و ما زهره اليانع على صدر الارض / سوى ربيعٌ يغني" - فهي صورة شعرية تحمل الجزالة لربط زهرة الله بربيعٍ يغني، مما يُظهر الجمال والحيوية والنمو.

في الجزء الأخير من النص، يُظهر الشاعر عمق العلاقة مع الله ويدعو إلى الاحتفاظ بالقبلات (رمز للمحبة والتقدير) وزراعتها ليوم الشديد، ويربط ذلك بالحب وأهميته في الحياة.


النص يُظهر تعبيرًا عن العلاقة الروحية مع الله وكيف يمكن رؤيته في كل مكان من خلال الجمال والمحبة والتقديرالانساني مع رسم فصوص النص وفق توصيفات لتعزيز الصور البصرية والإيحائية، وإلهام القارئ بالمشاعر والأفكار والارتقاء الروحي  والمعنوي 


وبذلك يحقق الاديب المبدع  الهدف  من كتابة نص أدبي متكامل الاركان و يقدم لنا  نصاً  من  اروع النصوص  الادبية النثرية الذي يتميز بالجزالة الشعرية ،  والمضامين العالية والبنية الرصينة ، والاستنارة العالية كما اعطى للنص ابعاداً ومضامين وجودية وفلسفية ورسم صور قوية ومعانٍ عميقة  لإيصال فكرة العلاقة الروحية والمحبة المطلقة  مع الله الخالق العظيم ،أمنياتي لحضرتك دوام التفوق والابداع  أستاذ عصمت  بالتوفيق إن شاء الله 


سما سامي بغدادي


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

دراسة نقدية /في نص قيثارة / للاستاذة الأديبة والشاعرة المبدعة فاطمة رشيد معتوق / بقلم الشاعرة المبدعة : سما سامي بغدادي

غارق بهواكِ// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع

لي رب رحيم// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع