الرسالة النورانية * الإشراق الرابع // بقلم الأديب م. فتحي الخريشا
الرِّسالة النورانيَّة
★* ٱلْإِشْرَاقُ الرَّابِعُ *★
فٱنظرُوا إنْ كنتُمْ لمِن المُبصرِين إنَّ في إشراقِ نُور هذا الزّمن ومنذ أوَّلِ الأسحارِ النُّورانِيَّة الظّهور الجوهريِّ للعالمين كافة لكلِّ مكانٍ وزمان ليصير للجميع كُنْه حقيقة الحَقائِق وألق إشراقاتِ النّورِ وأجنحة حُرِّيَّة الإنسان ★ الحقُّ أقولُ وقولي الحقّ في هذا الزّمنُ الإنسانِيّ أوان طلعة الشّمس الّتي لا تغيب أبدا لا حريقا فيها بل دفئاً مِنها ومنهَا النُّور ★ هذا أوان النّضوج البشريّ بٱعتناق الصِّدق في عراءِ الحقّ وممكن الواقعِ المرتقي في سمُوِّ العلياءِ الّذي لا يِتلاشىٰ في موراتِ إحساسٍ أو خيالاتِ فِكْرٍ إذ هُو المتجليّ ما تداخل الظلامُ قي الضِّيَاءِ بحقِّ اليَقِين وما عنهُ ظهرانِيّاً إلّا الخاسِرُون ★ بل أبدا على الصِّراط المُبين وضاحاً للوجدان النَّقِي ووعي العقل الخالص حيثُ عناق جذور المادة لأثمار الرُّوحِ ٱلتقاءً رهِيفا على أفانِين التهذِيبِ في ذات الشجرةِ البشرِيَّة في هذه الحياة التي نحياها بالتَّصدِيق الوقور والمحبَّة الأخويَّة النَّوراء وحريَّة الاِختِيَارَ في ذات النقطة المستمرة والمتصلة على خط الٱرتقاءِ فكونُوا أحبَّتِي ما نزحت بِكُمْ مسافةٌ ووقفتُمْ على زمنٍ معاً على أددِ كُلِّ سبيلٍ نُورانِيَّين ★ لأنَّكُمْ جميعاً من ذات الينبُوع الكوثرِيِّ تتدفقُون ★ والحقُّ أقول ومن ذات فتِيلِ المِصبَاحِ النُّورَانِيَّ ما طار بِساط المِشْكَاةِ لأفقٍ تشرِقُون ★ إنْ أنتُمْ إنْسٌ حقاً لا فرق بين أيِّن منكُم والآخر من كلِّ ما يتبَّدىٰ من ظاهرِ تباينٍ ما عصفت سُمُومُ أرياحِ أنفُسٍ بأغباشِ الفُرقةِ لشتاتكُم عن خالصِ حيَاةِ الٱجْتِماعِ لجهات الخَوَاسِفِ والشَّقواتِ متفرقِين ★ بل الحريُّ الآن لكُمْ حقانِيَّة الخلاصِ من هُلامِ الأخادِيع بفضلِ الكفاح عبر كافةِ دوائِرِ الأزمنةِ منذ كنتُم على أوَّلِ مِرقاةِ الٱرتِقاءِ من أثلامِ الجامعةِ الأولىٰ إذ الطّوباءُ ثمرةُ الوُصُولِ لظِلِّ أفياءِ سدرتِكُم سدرةُ الإنسانِ ★ هنيئا لمَنْ وعىٰ الحقَّ الإنْسِيَّ صادقُ العَهْدِ وطوبىٰ للذي مخلصاً يسمعُ صوتَ ضميرِهِ متّبعهُ بصرِيحِ الأمانةِ رغم عثراتِ الطّرِيقِ ومناقعِ الدُّونِيَّةِ متسامقا لعلياءِ وُجُودِهِ وحرًّا أمينا ذلكُمُ النبيلُ الفطِينُ ★ لأنَّ والحقّ النّورانيّ أقولُ لكُمْ نقيمُ في محقلةِ الرُّنَّىٰ على ما تموَّرت فيها من صافِي أري عسَّالةٍ بِمريرِ علقمِ حنظلٍ هذِهِ التي نحياها لنرحل وما أسرع أنْ نغادر فلا يظعن أحدكُم لجهالةٍ من وقدةِ عصبيةٍ وغرورِ أنانيَّةٍ خوَّافاً أنْ يصعد لقدّام للقاءِ نُورَهُ الأعظم علانيَّة ما عليهِ من غِطاءٍ بسموِّ طمانينةٍ وحُبُورِ مسرَّةٍ ما طاف حول نقطةٍ أو في لُبِّهِا اِستقرَّ ★ لأنَّ الأسفة على أولئك الذين رأوا نُورَ رابية العلياءِ فٱرتدوا للهَاوِيةِ الظَّلمانِيَّة منحدرِين ★ ألآ حسرتهُم على سقوطِهِم وعويلهم البأساء إذا أنفُسهُم من سُفلِيَّةِ أنْفُسِهِمْ لا يُنجُّون ★ ٱنظروا ذواتكم بصِدقٍ فلِتّوّ التَّوُّ كلٌّ منكُم في خلوةِ تأمُّلِهِ إنْ كان على الماوِيةِ الصَّقِيلةِ يدرك بنفسِهِ إنَّ هذا هُو صَافِي الحقِّ لزواهِرِ ذاتِهِ وللنّهوضِ الحقانِيِّ غيرهُ البتة ما لكُمْ من سبيلٍ لخلاصٍ وٱرتِقاء ★ الحقُّ أقولُ لكُم إخوتِي في هذا الزمن لمَن نظر ووعىٰ فاضت سماءُ الإنسانِيَّة بِأنوارِهَا وتلاشىٰ الضَّبابُ مطوِيّاً على بعضِهِ لٱضمحلال فلكلّ مَا نوىٰ ولكلٍّ ما ٱختار دون تطبيعٍ ودون إضرار ★ وٱلتفت كلُّ أبراجِ السَّمواتِ تطويها يا أيُّها الإنسانُ لقبضَة وَعْيَك طوَّافة حولك فٱعتنق الظهور الأعظم النُّورانِيِّ لحقيقة الحقائق الكبرىٰ أنت هُو الإنْسِيُّ الأسمىٰ ★ ألآ إنَّ الذي يتبع غير جوهرِ الفِطرةِ لِإنسانِهِ وهُو عن عيْنِ ذاتِهِا لحقها ظهرانيّا وكنودًا بما أشرق لهُ من خلصاءِ أنوارٍ ولمْ يعانق طمأنينة ضميرِهِ لهو العبدُ في عمياءِ الزَّوبعةِ وغريقٌ في دوامةِ الضّياع يجترهُ اليبابُ وإن لن يؤُوب مرتقيا بجرأةِ النُّهُوضِ للعاقلة النوراءِ لا خلاص لهُ وليس فيما بعد ومن حكم ضَمِيرِهِ الجليل هُو مِنَ السَّامِين ★ آلا إنَّ الصَّحِيح أكثر النَّاس تبّعٌ على الأثرِ ووراءِ ما يُحييهم على نضِيرِ ويبِيسِ الكلأِ ويتحصنُون في السَّائِدِ العامِ حوشة القطيع رافضِين كلَّ ظهورٍ صادقٍ أمين رغم تجلي الإنسانُ الحقُّ لولا في حدقةِ قبَّةِ المحقلةِ بأحداق عاقلةِ أعيُنِكُم تتأْمَّلُونَ ★ الحقّ يعرفونهُ ما عصفت بهم من راجفةٍ أو زائِغةٍ ولكنهُمْ متدارِئون في سخماءِ النُّكرانِ أولئك أكنَّة طبقات فوق بعضِها عليهم بأيديهم وفي الغمرةِ يَسلكُونَ ★ الحقُّ أبداً لا يغيبُ مذكرهُم بين فترةٍ وأقربٍ ظاهرا عليهم ولكن أكثرهُم من المُبلسِين ★ ألآ إنْ شئت يا أيُّها الإنسانُ أنْ تؤمن بأيِّ دِيْنٍ أو مُعتقدٍ كان ما كان فذلك شأنك فيما تريد ولكن ليس لك أنْ تنكرَ على أخيك ما ٱعتنق ولو كان ذلك في فكرِك ضرباً من خبلةِ خيالٍ لأنَّ ٱحترام مشيئة أخيك الإنسان أمرٌ مبجلٌ إنْ كنت توقر ذاتك بٱحترام ولا تنكر عليهِ أيًّا من أموراتِهِ ما لم يقع بمخلبِ ٱعتداءٍ والحريُّ أنت بجميلِ فضَائِلٍ على كلِّ حوارٍ زاخراً بِالمَحَبَّةِ وملآناً بالرِّضىٰ وتحترم الآخر لِمَا شاء ٱعتناقهُ إنْ كنت وَاعِيا حصِيفاً وتحيا بلطيفةِ النَّسمَةِ في الضِّياءِ ★ وإلا كيف هُو يُثمنُ مبادئَ ٱعتقادِك لٱحترامٍ وأنت تطلبهُ أنْ يتقبلك فبالحريِّ أنت أوّلا تقدم الرِّضَىٰ تقبلا للآخرِ فِيمَا ٱجْتبَىٰ أنْ يَعتقد دُون أفٍّ منك وأيّ من ظلماءِ تدخِينٍ ★ فسلامٌ ورضواءٌ على الذين بكلِّ حرِيَّةِ ٱختِيَارٍ آمنوا بالإنْسِيَّة للٱرتقاء لمقامهم الثمِين ★.
من كتاب الرِّسالة النُّوْرَانِيَّة لمؤلفه :
المهندس أبو أكبر فتحي الخريشا
( آدم )
Commentaires
Enregistrer un commentaire