إغتصاب شرعي//بقلم الشاعرة نظير راجي الحاج

 (      إغتصاب شرعي     )

__________________________

ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية قبل مدة، عن طفلة عربية قاصر، هربت من زوجها حيث أُجبرت من قبل أهلها على الزواج منه، ويبلغ عمره تسعون عام،وكيف إستطاعت ان تصون 

نفسها يومين بعد زواجها من هذا الكهل، حيث صدته ومنعته ان يقترب منها، حتى تمكنت من الهروب إلى بيت أهلها، وانهارت بالبكاء تتوسل أمام قدمي والدها لكي تطلق منه.

سافرتُ أنا بخيالي عندها، إلتقيت بها، قلت لها:_فضفضي إبنتي..

قالت موجة كلامك لزوجها المفترض:_


ها هو جسدي في مدد..

إنه بئس الجسد..

مع كهل زيف... وقد رقد..

وفصل صيف... في وقد..

ونصل سيف.... في غمد..

والعمر طيف.... ركض.. بدد..

ولهيب الشباب في المشيب.. خبا.. خمد..

في خيبة وخيمة بلا عمد..


الحب يمكث بالقلب، أما الزبد..

فهو آهاتي وآناتي، ومنك أنت الزرد..

فيا عجبًا، وتطلب مني الحب وتقول لي مدد!

فيا ترى.. ألا ترى، بأن هذا الجسد.. قد همد، وفي قدد؟


ماذا أقول بربك في هذا الصدد!

أستحي أن أقول أنك في خانة الرجال، فقط عدد.

فما زرعت، وما فلحت، فمن زرع حصد..

ما بيني وبينك جريمة، حصلت عمد..

وتعتبرني غنيمة، وانا لك رصد..


يقولون علي أن أحتاط..

وأتحلى بالصلابة والجلد..

وأسير على السراط..

وأتخلى عن الصخابة والعَند..

وتمنعني من الإشتياط.

وأتجلى، وأنا في آتون نكد..

فأنت من حمل السياط..

وأنت من بجسدي جَلد..


بيني وبينك بحور صقيع، وجليد وبَرد..

حاول قلبي أن يراك بعيوني، فما وجد...

غير متوحش متحرش، وبأنياب أسد..

وأنا حمامة بين يديك، وبلا عضد..

فجعلت جسدي بين فكيك بدد..


سأموت في كل لحظة بحرقة وفرقة وفي كمد...

أنت يا هذا أبا لهب، وأنا لك الجسد.

ولكن لن أكون لك أبدًا من ركع ومن عبد..

فأنا سأبقى أصرخ.. أحد.. أحد..

ولكن صرختي كأنها في واد، ولم يسمعها أحد!


ليتني كنت فقأتُ عيوني، ولم أراك وإلى الأبد.

ليتني كنت في عمى، وليس فقط في رمد..

أنا لست لعبة من دمى، في يد طفلة أو ولد..


يا إلهي.. يا رب المستضعفين، يا صمد..

هل ستبقى الأنثى في مجتمع الجاهلين، مجرد عدد؟

لماذا كل شيء في هذا الزمان، قد فسد؟

لماذا الحب في هذا العصر.. قد كسد!

~~~~

نظير راجي الحاج

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

دراسة نقدية /في نص قيثارة / للاستاذة الأديبة والشاعرة المبدعة فاطمة رشيد معتوق / بقلم الشاعرة المبدعة : سما سامي بغدادي

غارق بهواكِ// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع

لي رب رحيم// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع