سلسبيل ناعم / بقلم الشاعر فادي مصطفى
سلسبيلٌ ناعمٌ
مازال خيط الفجر من طرف الضّحى
يسترجع الإحساس من تحت الرّحى
والفكر يطحن كل حبّات الهوى
ويلملم الخيبات من قلمٍ محى
ما بال أشواك الهوان تعنّتت
ماغاب منها عاد صبحاً كاللّحى
هذّبت أعشاب الخيال وخلتها
ماتت ولكن لونها لن يبرحا
النّاي يعزف للرّعاة مرندحاً
وأنا سريري للمواجع رندحا
كلّمت أنسام الصّباح لعلّها
تبقي بوجهي للمباسم مطرحا
مرّت بروحي قشعريرة حنظلٍ
فبكى النّسيم من المرارة واستحى
العمر ماضٍ والسّنين تكدّست
بين الدّفاتر والأسى لن يصفحا
ذقت الصّبابة مرّها وصدودها
والوصل أيضاً نلته كي أنجحا
لكنّ آثار الحروق عميقةٌ
والعمر أسرع من شعورٍ لو صحا
عرجاء أحلامي ودربي موحلٌ
ورداء أيّام الجفا ما أفلحا
القلب يبرع في مخاتلتي ولم
أكنز لعمرٍ في الدّنى ما أفرحا
هذي جراحي سلسبيلٌ ناعمٌ
والغير ينهل ما بروحي جرّحا
أوَلم يكن في الشّعر مشكاةٌ لكم
تبدي المواجع من غروبٍ للضّحى
بقلمي فادي مصطفى
Commentaires
Enregistrer un commentaire